الفن والجرافيك: تأثير كبار الفنانين على تصميم الجرافيك الحديث
أغسطس 10, 2022أهمية كاتب المحتوى في تصميم الجرافيك
أكتوبر 12, 2024عملية الري براند (Rebranding) ليست مجرد تغيير الشعار أو الألوان، بل هي إعادة تعريف كاملة لصورة الشركة وهويتها في السوق. تعتمد الشركات على الري براند عندما تحتاج إلى تحديث صورتها أمام العملاء أو الدخول إلى أسواق جديدة، أو حتى إعادة إحياء مكانتها في السوق الذي تعمل فيه. في هذا المقال، سنتناول بعض الأمثلة من شركات محلية وعالمية نجحت في تجديد هويتها وكيف كان لذلك تأثير إيجابي على نجاحها.
مفهوم الري براند
الري براند هو عملية استراتيجية تهدف إلى إعادة تحديد الهوية البصرية للشركة وكيفية تفاعل العملاء معها. يتمثل ذلك في تحديث الشعار، وتغيير الألوان، وتعديل العناصر البصرية للشركة بحيث تعكس رؤيتها الجديدة. لكن الري براند لا يتوقف عند العناصر البصرية فقط، بل يشمل أيضًا تحديث لغة التواصل مع العملاء، وأساليب التسويق، وحتى المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة.
أمثلة على نجاح الري براند
دواجن فقيه
بدأت شركة دواجن فقيه في السعودية منذ أكثر من 50 عامًا. على الرغم من نجاحها الكبير في السوق المحلي، قررت الشركة مؤخرًا أن تجدد هويتها من خلال عملية ري براند شاملة. هذا التحديث شمل تغيير الشعار، وتبني تصميمات بصرية جديدة، وتجديد استراتيجيات التسويق لتواكب التغيرات في السوق. هذه العملية لم تُظهر فقط الشركة كمورد موثوق، بل زادت من شعبيتها بين العملاء الجدد والقدامى من خلال تسليط الضوء على التزامها بالحفاظ على البيئة.
المراعي
شركة المراعي هي واحدة من أكبر شركات الألبان في الشرق الأوسط. في عام 2015، قامت بعملية ري براند شاملة لتحديث هويتها وتأكيد مكانتها كقائدة في السوق. شمل ذلك تحديث شعارها وتبني هوية بصرية جديدة تعكس النمو والتطور الذي حققته الشركة على مدار السنوات. الهدف من هذا التحديث كان تعزيز مكانة المراعي كعلامة تجارية رائدة، مما ساعد في جذب جمهور جديد.
أديداس
في التسعينيات، قامت أديداس بإعادة تصميم شعارها واعتمدت الشعار المكون من ثلاثة خطوط المتوازية. هذا التغيير لم يكن مجرد تحديث للشعار، بل كان جزءًا من استراتيجية متكاملة لإعادة تحديد موقع أديداس كعلامة رياضية مبتكرة. نتيجة لذلك، شهدت الشركة زيادة كبيرة في شعبيتها، مع تحقيقها نموًا في الإيرادات بنسبة 40% في السنوات الأولى بعد الري براند.
نايكي
في عام 1988، نفذت شركة نايكي حملة إعلانية ضخمة تحت شعار “Just Do It”، كجزء من استراتيجيتها لتجديد الهوية. هذه الحملة لم تكن مجرد دعاية، بل كانت بداية لحقبة جديدة في تاريخ الشركة، مما عزز صورتها كرمز للتحفيز والإلهام. ساعدت هذه الاستراتيجية في زيادة مبيعات نايكي بشكل هائل خلال العقد التالي.
لماذا تقوم الشركات بالري براند؟
التغير في السوق أو الجمهور
عندما تتغير احتياجات الجمهور أو يحدث تحول في السوق، قد تحتاج الشركات إلى تحديث هويتها لتعكس هذه التغييرات. الري براند يساعد الشركة على إعادة التواصل مع جمهورها المستهدف وجذب عملاء جدد.
التغلب على السمعة السلبية
في بعض الحالات، قد تواجه الشركة تحديات تتعلق بسمعتها، سواء كانت ناتجة عن سوء إدارة أو منتج غير ناجح. من خلال الري براند، يمكن للشركة إعادة بناء صورتها أمام العملاء وتغيير الانطباع السلبي.
التوسع في أسواق جديدة
عندما تسعى الشركات للتوسع في أسواق جديدة، قد تحتاج إلى ري براند لملاءمة ثقافة وسلوك العملاء الجدد. هذا يمكن أن يشمل تحديث اللغة، الألوان، أو حتى عناصر الهوية البصرية.
التحديات التي تواجه الشركات في عملية الري براند
على الرغم من الفوائد الواضحة التي يمكن أن تحققها الشركات من خلال الري براند، إلا أن العملية تأتي مع مجموعة من التحديات. من بين هذه التحديات:
- التكلفة المرتفعة: عملية الري براند تحتاج إلى استثمارات كبيرة في التصميم، التسويق، والترويج للهوية الجديدة.
- مقاومة التغيير: بعض العملاء قد يجدون صعوبة في تقبل الهوية الجديدة، خاصة إذا كانوا مرتبطين بالهوية القديمة.
- الفشل في توصيل الرسالة: في بعض الحالات، قد لا تتمكن الشركة من توصيل الرسالة الجديدة بفعالية، مما يؤدي إلى ارتباك بين العملاء.
الخلاصة
عملية الري براند تعتبر خطوة مهمة في حياة أي شركة تسعى لتحديث صورتها أو التكيف مع التغيرات في السوق. الأمثلة السابقة من شركات مثل دواجن فقيه، المراعي، أديداس، ونايكي، تظهر كيف أن الري براند يمكن أن يكون خطوة استراتيجية ناجحة إذا تم تنفيذه بشكل صحيح. من خلال الاهتمام بتفاصيل الهوية البصرية والتفاعل مع الجمهور المستهدف، يمكن للشركات أن تعزز مكانتها في السوق وتجذب جمهورًا جديدًا.